الجمعة، 26 فبراير 2010

تل ابيب الى الكنيست

تل ابيب الى الكنيست
بقلم : ممدوح اغباريه
هذا المقال نشر في صدد الأنتخابات الأخيرة

"أم الفحم ألى الكنيست" و "أبن بلدي أحق بصوتي"و" ام الفحم اولا ", هذه هي الشعارات الانتخابية التي اعتمدتها وتعتمدها الجبهة الديمقراطية (الحزب الشيوعي وآخرون) في مدينتنا أم الفحم, حيث وللمرة الثالثة تقوم الجبهة بترشيح د.عفو أغبارية في المكان الرابع, وللمرة الثالثة على التوالي تقوم الجبهة بترشيح دوف حنين أبن مدينة تل أبيب للمكان الثالث في نفس القائمة.
ليست المشكلة في شخص د.عفو أغبارية. ولا تنحصر حتى في أجندة الجندي السابق دوف حنين,بل أن الحديث يدور عن خطورة هذا الطرح الذي يفصل مصير مدينة أم-الفحم عن مصير جماهيرنا العربية - اضافة, والامر لا يقل اهميه , الى تكريس وتعزيز القبلية وتغذية السلوكيات الأنانية وتغييب الكفاءة السياسية والطرح السياسي الذي يجب أن يميز انتخابات الكنيست خاصة في هذه الظروف الحرجة من مسيرة شعبنا في الداخل.
أن الجبهة بطرحها ألظلامي والخطير هذا, أنما تضرب بعرض الحائط كل القيم الوطنية الحقيقية وهي تعطي الشرعيه المطلقه لحزب العمل مثلا ان يطالب أهالي باقة الغربية للتصويت لأبن بلدهم الوزير في حكومة الجرائم والحرب تحت شعار "باقة ألى الكنيست" او حتى "باقه الى الحكومه" .. والامر ذاته ينطبق على أي مرشح اخر امثال ناديا الحلو او مجلي وهبه وغيرهم.
أنني على ثقة تامة أن الاخوه في الجبهة يعون سوداوية هذه الشعارات غير المسؤولة, الا ان القضية الأهم والاخطر- تكمن في تفصيل دعاية أنتخابية خاصة لمدينة أم الفحم واهاليها , كما جاء على لسان العديد من الجبهويين "خذهم على قد عقلهم". وهم يعون أن هذه الشعارات ما هي ألا نظرة استعلائية تعبر عن استهتار واستخفاف بعقل ألناخب الفحماوي , فالجبهة ترشح أشخاصا من مدن مختلفة مثل شفاعمرو وعيلبون وتل أبيب ولا تستعمل شعار عيلبون أو شفاعمرو ألى الكنيست, لأنه شعار مرفوض الجوهر في الأوساط المثقفة والتقدمية في شمال البلاد أما في أم الفحم "منوخذهم على قد عقلهم" .
كما ان الامر يعتبر محاوله ديماغوغيه لترهيب اهالي ام الفحم وكأن مدينتنا هي الوحيده المستهدفه ومصيرها مفصول عن مصير باقي قرانا ومدننا العربيه , الامر الذي يعطي الشرعيه للتصريحات العنصريه والفاشيه التي تصدر عن عنصريين امثال ليبرمان وغيرها .

أن الجميع يعلم ان ما يحصل في الواقع هو ضمان وصول عضو الكنيست دوف حنين ألى الكنيست على حساب أصوات جماهيرنا العربية. وليست المشكلة كما أشرنا مسبقا لشخص دوف حنين او ليهوديته بل أن الحديث يدور عن طروحات سياسية يحملها دوف حنين وغيره من القيادات اليهودية في الحزب الشيوعي والجبهة أمثال تمار غوجانسكي وبنيامين غونين وغيرهم والتي بموجبها يتم تحديد السياسه العامه للحزب الشيوعي والجبهة بما يتعارض مع المصالح العليا للجماهير الفلسطينيه في الداخل .

فكيف نفسر اذا , الرفض المطلق والمبدئي للحزب الشيوعي لفكرة أقامة قائمة واحدة للأحزاب الفاعلة بين الجماهير العربية (ولا أقول الأحزاب العربية حتى لا يغضب دوف).
وكيف نفسر الموقف المتخاذل للحزب الشيوعي والجبهة في قضية الحصار على غزة ودعمهم العلني ل "أبو مازن ودحلان" ووصفهم حركة حماس بحركة الزعران والظلاميين ( كما وصفها رئبس الجبهة محمد بركه ) .
وكيف نفسر تهرب دوف دوف حنين من الاجابه على سؤال في صوت اسرائيل بالعبريه ان كان ينبذ الصهيونيه ام لا , او قوله في رد لصحيفة هارتس أن الجبهة ليست مع المقاومة ولا تدعم حماس وحزب الله. او قوله في مقابلة تلفزيونيه " طبعا انا احترم نشيد هتكفا " .
وكيف نفسر المعاداة الدائمة من قبل الجبهة على مدار عشرات السنين حتى يومنا هذا لأي حركة وطنية تطرح البعد القومي والوطني في برنامجها ونهجها أمثال حركة الأرض والتقدمية وأبناء البلد والتجمع أو حتى معاداة أي شخص داخل الجبهة يحاول تغيير وتصحيح الخط بما يتلاءم وتطلعات جماهيرنا العربية.

ولان الامثله كثيره وعديده وقد تحتاج لمقالات كثيره, انهي مقالي هذا بالتطرق الى الانتخابات الاخيره لبلديه تل ابيب وكيف قام دوف حنين بذاته بترسيخ نظام الفصل العنصري من خلال تراسه قائمة انتخابيه لليهود فقط , رافضا احتواء اعضاء الجبهه العرب ابناء يافا وفضل التحالف مع شخصيات من اليمين والليكود حيث في صلب برنامج هذه القائمه الحفاظ على بيئة تل أبيب وتشجيع ركوب الدراجات الهوائية ضارباً بعرض الحائط مصالح عرب يافا الذين يواجهون مخططات الترحيل والتهجير من قبل بلدية تل أبيب ومؤسسات الدولة والاعتداءات على المساجد والمقدسات.
لقد كان شعارهم في انتخابات البلدية في تل أبيب : "تل أبيب أولا ويافا أخرا"..
وشعارهم الحقيقي في انتخابات الكنيست : "تل أبيب إلى الكنيست وام الفحم مستودع الاصوات ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق