كان السبب الرئيسي في اختيار الرواية هو حاجتي لرواية أنسانيه شيقة مكتوبة بأسلوب مفارق لأساليب الكتابة التي اعتدنا عليها في أدبنا العربي تجدد شغفي بالكلمات الذي يتطابق مع شغفي للغرائز "حبه فوق وحبه تحت" جريئة في طرحها لمكامن النفوس شفافة بتصويرها لأسرار النفس البشرية , ومن ثم موضوعها الذي أهمني....
حيث أن ماهية موضوع الرواية هو موضوعنا جميعاً في الماضي والحاضر وللأسف حتى المستقبل القريب على الأقل.. موضوع العولمه والحداثة وألأرتباط العضوي بحضارتنا في مواجهتهما... موضوع الاستلاب التاريخي وحالة الأنكفاء اللذين لحقا بنا وصارا دمغة خاصة بنا.. تارة باسم الدين والأخلاق والعادات والتقاليد، وأخرى باسم القومية والعروبة، وثالثة وليست الأخيرة باسم الثورية والماركسية.. حتى صرنا لا نميز في الحقيقة مضامين كل هذه الأشياء.. وما مدى حاجتنا لها وعن حاجتنا لمعرفة بواطنها وحيثياتها.
وليمة لأعشاب البحر رواية للكاتب السوري حيدر حيدر نشرت عام 1983 في سوريا تدور أحداثها حول شيوعي عراقي هرب إلى الجزائر، غير أنه يلتقي بمناضلة قديمة تتقمص منطق الطير في أحلامها ومنطق النمل في واقعها تعيش عصر انتهاء الحقبة الثوريه في الجزائر، والخراب الذي لحق بالمناضلين هناك. لفت أنتباهي من خلال قراأتها الاستمتاع والانجذاب الكبيرين رغم أني أقرأها للمره الثانية بعد أن قرأتها في سن الثامن عشر.
احتدت التقاطعات في الروايه بين الثوره من أجل الحياة و من أجل الجنس والحب ,بين ابطال الروايه.. ماذا ستكون ردود أفعالهما وهم يراقبون انهيار وتكركب التجربة على رأسهم. هكذا بدل المقاومة للدفاع عن النفس وهو أضعف الإيمان، لجأت الشعوب العربيه إلى الانكفاء غوصاً في ماض لاستعادته من رفوف التاريخ.. وأخرى غوصاً في ذواتنا باحثين في غيابها عن تعويض ما.. والالتذاذ عبر استعادتها كل مرة بشكل آخر لذات السبب.. النسيان. حتى يتحول النسيان الى دواء نحاول به تضميد جراحنا وتعويض ما فاتنا.. أخلعوا ملابسكم!!!! فقد فقدنا كل وسائل المقاومة والدفاع عن النفس.
الأحد، 28 فبراير 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق